تهذيب المقال في تنقيح كتاب رجال النجاشي - السيد محمد على الأبطحي - ج ٤ - الصفحة ٣٣٧
الرشيد مر بالكور، فصار إلى الموضع الذي يعرف بمسجد سماك، وكان ثعلبة تنزل في غرفة على الطريق، فسمعه هارون، وهو في الوتر، وهو يدعو، وكان فصيحا، حسن العبارة، فوقف يسمع دعائه، ووقف من قدامه، ومن خلف، وأقبل يستمع، ثم قال للفضل بن الربيع: ما تسمع ما أسمع؟ ثم قال: إن خيارنا بالكوفة (1).
____________________
(1) يظهر مما ذكره المسعودي في مروج الذهب أن مرور هارون العباسي اللعين الظالم العنود لآل محمد (عليهم السلام)، بالكوفة كان في منصرفه من الحج سنة ثمانية وثمانين ومائة، وهي آخر حجة حجها. وقد ذكر بعد ذلك: وقد قبض موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، ببغداد، مسموما، لخمس عشرة سنة من ملك الرشيد، سنة ست وثمانين ومائة... (1).
14 - وثاقة ثعلبة بن ميمون قد اكتفى الماتن النجاشي بذكر مدائح ثعلبة بن ميمون، نسبا ونسبة ووجاهة بين الإمامية، الكاشفة عن طيب المولد والمنشأ، والخلق وكمالا بفنون العلم، وتسليما لأمر الله وطاعته بحسن العمل، وكثرة العبادة والزهد، وبأخذ العلم من الأئمة (عليهم السلام) خزائن علم الله تعالى، وبالتصنيف واحياء أمر آل محمد صلوات الله عليهم، وغير، مما ذكرناه في " أخبار الرواة ".
لكنه لم يصرح بوثاقته، نعم تقدم عن الكشي توثيقه صريحا، وتشير إلى وثاقته روايات الثقات الإجلاء ومن لا يروي إلا عن الثقة، وأصحاب م

1 -
(٣٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 ... » »»