الفائق في رواة وأصحاب الإمام الصادق (ع) - عبد الحسين الشبستري - ج ١ - الصفحة ٣
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، والصلاة على رسول الله، وآله آل الله، واللعن الدائم على أعدائهم أعداء الله إلى يوم لقاء الله.
وبعد، فلا يخفى على ذوي الخبرة والاختصاص ما الامامين الصادقين أبي جعفر محمد بن علي الباقر وأبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق صلوات الله عليهما من دور كبير في ترسيخ قواعد الشريعة، وتثبيت أسس المذهب، سواء على صعيد أصول الدين وما يتفرع عليها من المعارف والعلوم، أو على صعيد فروعه وما تشتمل عليه من أحكام شرعية وبيانات سلوكية وإرشادات أخلاقية، بالشكل الذي أخرج الحقيقة الحقة المنادية بكمال الدين المحمدي، وتمام النعمة الاسلامية من حيز التصور وعالم القوة إلى واقع التصديق وصقع الفعلية. وها هي كتب الحديث والمجاميع الروائية القديم منها والحديث أقوى شاهد على ذلك، فما من باب من أبواب العلم، ولا حقل من حقول المعرفة إلا ولآل محمد عليهم السلام فيه القول الفصل، والرأي العدل، سيما الامامين الهمامين الباقر والصادق عليهما السلام.
إذا عرفت هذا تعرف ما هي منزلة حملة هذه العلوم وحفظة هذه الكنوز ورواة الأحاديث والأخبار عنهم، وكيف أن البعض بلغ إلى مرتبة بحيث يصفهم الإمام عليه السلام نفسه أنه (لولاهم لاندرست آثار النبوة وطمست أنوار الولاية). وهل
(٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 7 8 9 10 11 12 ... » »»