معجم رجال الحديث - السيد الخوئي - ج ٨ - الصفحة ١٢٩
وابن الغضائري بضعفه وما ذكره أحمد بن عبد الواحد من أنه قل ما رأى له حديثا سديدا.
وما قيل: من أن شهادة النجاشي منشؤها شهادة ابن الغضائري ولا اعتداد بجرحه، أو أنها مسببة عن رواية الغلاة عنه على ما يظهر من عبارة النجاشي، فلا يعارض بها شهادة الشيخين فهو من الغرائب، وذلك لأنه لا قرينة على شئ من الامرين ولا سيما الثاني، إذا كيف يمكن أن تكون رواية الغلاة عن شخص سببا للحكم بضعفه في نظر النجاشي وهو خريت هذه الصناعة.
على أنا لو علمنا بأن منشأ شهادته شهادة ابن الغضائري لم يكن بد من الاخذ بها، فإنه من مشايخ النجاشي وهم ثقات، ونحن إنما لا نعتمد على التضعيفات المذكورة في رجال ابن الغضائري لعدم ثبوت هذا الكتاب عنه، وأما لو ثبت منه تضعيف بنقل النجاشي أو مثله لاعتمدنا عليه لا محالة.
فإن قيل: لا يعتمد بغمز النجاشي وشيخيه ابن الغضائري وابن عبدون فيه فإن الكشي ذكر أنه لم يسمع أحدا من مشايخ العصابة يطعن فيه، قلنا إن عبارة الكشي واضحة الدلالة على أنه في مقام نفي الغلو عن داود، وأنه لم يسمع من المشايخ طعنا فيه وإنما الغلاة نسبوا إليه الغلو، ورووا عنه المناكير، وأين هذا من عدم الطعن عليه بالضعف؟!.
على أن عدم سماع الكشي لا ينافي سماع النجاشي وشيخيه من غير طريقه كما هو ظاهر، وعلى الجملة فالرجل غير ثابت الوثاقة. وأما الاستدلال عليها برواية ابن أبي عمير وابن محبوب عنه، فقد مر الجواب عنه غير مرة ولا سيما مع شهادة الثقات بضعفه.
بقي هنا شئ وهو ما في كتاب الاختصاص تحت عنوان حديث المفضل وخلق أرواح الشيعة من الأئمة عليهم السلام عن محمد بن علي، قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل، قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»
الفهرست