تكملة أمل الآمل - السيد حسن الصدر - الصفحة ١٨٤
وأبيه من حكماء الدين وشيوخ المتشرعين.
ثم قال المولى عبد الله بعد كلامه المتقدم: وكان معظما عند السلطان شاه طهماسب الصفوي بعد المحقق الكركي، وكان من القائلين بوجوب الجمعة في زمن الغيبة عينا والمواظبين على اقامتها في ديار العجم ولا سيما في خراسان.
قال: وقد ترجمه المولى مظفر علي تلميذ الشيخ البهائي في رسالة بالفارسية، قال ما معناه: وكان هذا الشيخ في زمانه من العلماء المشاهير والفقهاء النحارير، وكان في تحصيل العلوم والمعارف وتحقق مطالب الأصول والفروع لدى الأساتيذ من شركاء شيخنا الشهيد الثاني ومعاصريه، ولم يكن له قدس سره في علم الحديث والتفسير والفقه والرياضي عديل في عصره، وله فيها مصنفات، منها:
كتاب " دراية الحديث "، ورسالة في " تحقيق القبلة "، وكتاب " الأربعين "، و " شرحه على القواعد " و " على الألفية "، و " الرسالة الطهماسبية في بعض المسائل الفقهية "، ورسالتاه " الوسواسية " و " الرضاعية " وله أيضا تعليقات كثيرة على كتب الرياضيات وغيرها وانشاءات فاخرة جدا.
وقد توجه في دولة الشاه طهماسب الصفوي مع كل أهل بيته وأتباعه إلى أصفهان فأقام بها ثلاثة أعوام مستقلا بالإفادة، وكان السلطان المبرور يومئذ بقزوين مستقر السلطنة، فلما أطلع على خبر هذا الشيخ أرسل إليه بتحف وهدايا فاخرة يلتمس منه شخوصه إليه إلى تلك البلدة، فقبل الشيخ واتصل بالسلطان وحظي منه بما لا مزيد عليه من التكريم، وفوض إليه منصب شيخ الاسلام بقزوين واستمر عليه سبع سنين وهو فيها، وكان يقيم بها إذ ذاك صلاة الجمعة أيضا من غير احتياط بإعادة الظهر لقوله بعينيتها كما هو مذهب شيخه الشهيد، صار ذلك المنصب له بأرض المشهد الرضوي على مشرفه السلام وانتقل إليها وأقام
(١٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 ... » »»
الفهرست