ولكن زاد في الطنبور نغمة.
أقول: اني كنت أجل المولى عبد الله عن مثل هذه الكلمات في حق كبار علماء الطائفة ونواميس الدين، حتى رأيته يرميهم بهذه العظائم ويضرب لهم الأمثال القبيحة. ما هكذا تورد يا سعد الإبل.
ونحن على تأخرنا عن عصر الصفوية عرفنا أن هؤلاء المشايخ رضي الله تعالى عنهم انما تمكنوا من نشر الأحكام الشرعية وفادوا الدولة الصفوية التي شعار سلطنتها التصوف إلى التشرع والاخذ بالشريعة والتقليد، ومرنوهم على التعبد بالأحكام بعد ما كانوا كلهم - هم ووزراؤهم وأهل دعوتهم وجندهم - صوفية لا يعرفون الا الطريقة والحقيقة، فجاءهم الشيخ حسين والبهائي وأمثالهم بالتي هي أحسن بالحكمة والمماشاة والحضور في مجالس ذكرهم حتى أنسوا بهم فصاروا يلقون في أذهانهم حسن الشريعة وأحكامها وأنها تعين على الطريقة والحقيقة، وصاروا لا يذكرون أحدا من الصوفية بسوء بل يثنون عليه حتى جروهم إلى العمل بالسنن والاحكام أولا فأول حتى عادت دولة متشرعة مربية للفقهاء والمحدثين ومروجة لطريقة أهل البيت عليهم السلام.
والعجب من هذا الفاضل كيف لم يلتفت إلى ذلك مع قرب عهده بهم وأخذ يشن الغارة عليهم، حتى أنه إذا عثر على من يتكلم بالمعارف والأخلاق في بعض مصنفاته، كالشهيد في المنية وابن فهد في العدة والتحصين يرميهم بالميل إلى التصوف، مع أن التصوف علم فيه كتب لا يخفى على أهل العلم رجاله، ولهم طرق عددها المقدس الأردبيلي في حديقة الشيعة.
أين هم من علمائنا؟ وهل فينا من يقول بوحدة الوجود ولا صوفي الا يقول بها، فانظر منازل السائرين والرسالة القشيرية ورسائل ابن عربي والحلاج والجنيد والعطار وخواجة عبد الله وأمثالهم. أولئك الصوفية لا الشهيد وابن فهد والبهائي