الموسوي الكركي عالم عامل فاضل كامل مصنف مكثر، أحد أركان الدين في عصر السلطان الشاه عباس الأول، وبعده كان شيخ الاسلام بقزوين ثم بأردبيل إلى يوم وفاته، آمرا بالمعروف ناهيا عن كل منكر مرجعا في العلم والدين نافذ الحكم.
كان يكتب على سجلات الأرقام ودفاتر الاحكام " خاتم المجتهدين "، كما كان يكتب عليه جده الأمي المحقق الكركي.
كان السيد مقدما على جميع العلماء حتى على خاله الشيخ عبد العالي ابن المحقق الكركي في جميع المراتب، وكانت له كرامات عالية ومقامات سامية، دعا على السلطان شاه إسماعيل الثاني الذي صار سنيا في الليلة التي كان طلبه وكان سكرانا ليقتله بدعاء العلوي المصري فأخذه الله بذلك النكال، وكان لسنيته شديد التعصب على علماء الشيعة لما أغواه به الميرزا مخدوم صاحب نواقض الروافض، لكن كان السيد قدس الله روحه قوي الجنان طلق اللسان، فخاصم السلطان بأشد ما يكون وسد عليه كل طريق يريد فيه السوء بالشيعة والعلماء، حتى أن السلطان أرسل إليه أن يمنع الذين كانوا يمشون أمام مواكب الاشراف باللعن، فأجابه: بأني لست بسامع لك أمرا وإذا شئت الامر بقتلي فافعل يقول الناس قتل يزيد الثاني حسين الثاني فيلعنوك كما يلعنون يزيد الأول.
ولما أراد السلطان المذكور تغيير السكة لأنها كانت منقوشة بأسماء الأئمة من أهل البيت احتال ذلك بمحضر الامراء بأن هذه النقوش تقع بيد الكفرة فالرأي تبديلها حتى لا تنجس بمس الكافر. فلم يجسر أحد على جوابه غير السيد، فقال: إذا كان العذر ذلك فأمر أن يكتب عليها بيت المولى حيرتي الشاعر، وهو بيت معروف 1). فترك ما كان يريده وأخذ يدبر الحيلة لقتل السيد،