سلام الله عليهم أجمعين، وكان ذلك بعد أن بلغ الغاية القصوى في الدراية، رقى العلوم ومناكبها ورمى بأرواقه عن مراكبها وعقدت لإفادته المجالس وغصت بمواعظه المحافل والمدارس، وصنف في أكثر العلوم الدينية والمعارف اليقينية مصنفات رائقة يسطع منها أنوار الفضل والعرفان، فاستخرت الله سبحانه وأجزت له أن يروي عني كل ما صح لي روايته وجاز لي اجازته مما صنف في الاسلام من مؤلفات الخاص والعام في فنون العلم من التفسير والحديث والدعاء والأصولين والفقه والتجويد والمنطق والصرف والنحو واللغة والمعاني والبيان وغير ذلك، بحق روايتي وإجازتي عن مشايخي الكرام وأسلافي الفخام رضوان الله عليهم، وطرقي إليها أكثر من أن أحصيها له هنا، ولنذكر له بعضها:
(فمنها) ما أخبرني به عدة من الأفاضل الكرام وجم غفير من العلماء الاعلام، منهم والدي العلامة وشيخه الأفضل الأكمل مولانا حسين علي التستري وسيد الحكماء المتألهين الأمير رفيع الدين محمد الطباطبائي والسيد الفاضل البارع الذكي الأمير محمد بن قاسم بن الأمير محمد القهپائي الطباطبائي والفاضل الصالح مولانا محمد شريف الرويدشتي أفاض الله على تربتهم شآبيب الغفران، بحق روايتهم واجازتهم عن شيخ الاسلام والمسلمين بهاء الملة والحق والدين محمد العاملي قدس الله روحه، عن والده الفقيه الشيخ حسين بن عبد الصمد الحارثي طاب ثراه، عن الشيخ الأفخم الأعلم السعيد الشهيد زين الدين بن علي بن أحمد الشامي رفع الله درجته، عن شيخه الاجل نور الدين علي بن عبد العالي الميسي نور الله مرقده، عن الشيخ شمس الدين محمد بن المؤذن الجزيني رحمه الله، عن الشيخ الجليل ضياء الدين علي، عن والده العلامة السعيد الشهيد محمد بن مكي رضي الله عنه، عن الشيخ الأدق المدقق فخر الدين أبى طالب محمد، عن والده العلامة المشتهر في المشارق