ثم استجازني، فاستخرت الله سبحانه وأجزت له - كثر الله في العلماء مثله - أن يروي عني كل ما صحت لي روايته وجازت لي اجازته مما صنف في الاسلام من مؤلفات الخاص والعام في فنون العلوم وأفنانها من التفسير والحديث والدعاء والكلام والأصولين والفقه والتجويد والمنطق والصرف والنحو واللغة والمعاني والبيان، بحق روايتي عن مشايخي الكرام وأسلافي الفخام رضوان الله عليهم.
ولما كانت طرقي إلى مؤلفيها أكثر من أن أحصيها له ههنا فأثبت له شطرا منها وقد أوردت جلها بل كلها في آخر مجلدات كتابي الكبير:
فمن ذلك ما أخبرني به عدة من الأفاضل الكرام وجم غفير من العلماء الاعلام ممن قرأت عليهم أو سمعت منهم أو استجزت عنهم، منهم والدي العلامة - قدس الله أرواحهم - بحق روايتهم، عن شيخ الاسلام والمسلمين بهاء الملة والحق والدين محمد العاملي، عن والده الفقيه النبيه عز الدين الحسين بن عبد الصمد الحارثي نور الله ضريحيهما، عن أفقه الفقهاء المتأخرين زين الملة والدين بن علي ابن احمد الشامي الشهير بالشهيد الثاني رفع الله درجته - إلى آخر اجازته المعروفة للشيخ المتقدم.
(ح) ومنها ما أخبرني به العدة المتقدم ذكرهم - طيب الله تربتهم - بحق روايتهم قراءة وسماعا وإجازة عن شيخهم العالم العابد المدقق الزاهد الزكي مولانا عبد الله بن الحسين التستري سقى الله تربته صوب الرضوان، عن شيخه الجليل النبيل نعمة الله بن أحمد بن خاتون العاملي، عن أبيه احمد، عن جده محمد رضوان الله عليهم، عن الشيخ جمال الدين أحمد بن الحاج علي العيناثي، عن الشيخ زين الدين جعفر بن الحسام، عن السيد الاجل الحسن بن أيوب الشهير بابن نجم الدين، عن أفضل العلماء المتبحرين الشيخ السعيد الشهيد محمد بن مكي رفع الله لهم في درجات الجنان