الزمان، ويتفاخر بها بين الاقران.
فلما بلغ الغاية القصوى في مناكبها ورمى بأرواقه عن مراكبها، وعلم أن للعلم أبوابا لا يؤتي الا منهم، وللحق أصحابا لا يؤخذ الا عنهم 1)، أقبل بقدمي الاذعان واليقين نحو تتبع آثار سيد المرسلين وتصفح أخبار الأئمة الطاهرين صلوات الله عليه وعليهم أجمعين، فبذل فيها جهده وجده واستفرغ لها وكده وكده، فلما شرفت بصحبته حديثا بعد أن كانت الاخوة بيني وبينه قديما وفاوضته في فنون من العلوم العقلية والنقلية، وجدته بحرا زاخرا من العلم لا يساحل، وألفيته حبرا ماهرا في الفضل لا يناضل.
ثم انه زيد فضله لما أراد أن يتأسى بسلفنا الصالحين، وينتظم في سلك رواة أخبار أئمة الحق والدين سلام الله عليهم أجمعين.
أمرني 2) بأن أجيز له ما صحت لي روايته واجازته فامتثلت أمره لأني كنت أعده علي فرضا لا نفلا، وان لم أكن أجدني لذلك أهلا فاستخرت الله تعالى وأجزت وأبحت...
(بحار الأنوار 110 / 140)