معالم العلماء - ابن شهر آشوب - الصفحة ٢٥
الاخبار بعضها في بعض، أو نختصر منها موضع الحاجة، أو نختار ما هو أقل لفظا، أو جاءت غريبة من مظان بعيدة، أو وردت مفردة محتاجة إلى التأويل، (فمنها) ما وافقه القرآن، (ومنها) ما رواه خلق كثير حتى صار علما ضروريا يلزمهم العمل به (ومنها) ما بقيت آثارها رؤية أو سمعا " ومنها " ما نطقت به الشعراء والشعرورة لتبذلها، فظهرت مناقب أهل البيت عليهم السلام باجماع موافقيهم، وإجماعهم حجة على ما ذكر في غير موضع واشتهرت على ألسنة مخالفيهم على وجه الاضطرار.. ثم وشحت هذه الأخبار بشواهد الاشعار، وتوجتها بالآيات، فرحم الله امرءا اعتبر وأحسن لنفسه النظر، فالرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل، ولإن تكون تابعا في الخير خير من أن تكون متبوعا للشر، فخير العمل ما أصلحت به رشادك، وشره ما أفسدت به معادك، وافتتحت ذلك بذكر سيد الأنبياء والمرسلين، ثم بذكر الأئمة الصادقين، وختمته بذكر الصحابة والتابعين وسميته " بمناقب آل أبي طالب " ونظمته للمعاد لا للمعاش، وادخرته للدين لا للدنيا ".
والذي يظهر من آخر كلامه (ثم يذكر الأئمة الصادقين.. الخ) أن كتاب المناقب يتضمن أحوال الحجة محمد بن الحسن عليه السلام، إلا أن الموجود منه في الأيدي هو في أحول الأئمة عليهم السلام إلى الإمام العسكري (ع) فقط، قال العلامة الخبير الحجة الميرزا محمد حسين النوري رحمه الله في خاتمة مستدرك الوسائل {ج 3 ص 484} ما نصه: {لم نعثر على أحوال الحجة عليه السلام منه ولا نقله من تقدمنا من سدنة
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»
الفهرست