معالم العلماء - ابن شهر آشوب - الصفحة ٢٤
وأتبعه، وأقهر الباطل وأقمعه، وأشهر ما كتموا، وأجمع ما فرقوا، واذكر ما اجمعوا عليه واختلفوا فيه على ما أدته الرواية، وأشير إلى ما رواه الخاصة (أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أمن أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم) فاستصوبت من عيون كتب العامة والخاصة معا، لأنه إذا اتفق المتضادان في النقل على خبر فالخبر حاكم عليهما وشاهد للمحق في اعتقاده منهما، وإذا اعتقدت فرقة خلاف ما روت، ودانت بضد ما نقلت وأخبرت، فقد أخطأت.. فوفقت في جمع هذا الكتاب، مع أني أقول مالي وللتصنيف والتأليف مع قلة البضاعة، وعظم شأن هذه الصناعة، إلا أنني في ذلك بمنزلة رجل وجد جوهرا منثورا، فاتخذ له عقدا منظوما وكم دنف نجا وصحيح هوى، وربما أصاب الأعمى قصده، وأخطأ البصير رشده، وذلك بعد ما أذن لي جماعة من أهل العلم والديانة بالسماع والقراءة والمناولة المكاتبة والإجازة، فصح لي الرواية عنهم بان أقول حدثني، وأخبرني، وأنبأني، وسمعت، واعترف لي بأنه سمعه ورواه كما قرأته، وناولني من طرق الخاصة " ثم ذكر طرق رواياته الصحاح الستة وغيرها من كتب علماء السنة، وطرق رواياته لكتب علماء الشيعة وأسناد كل منها إلى مؤلفيها ثم قال: " وقد قصدت في هذا الكتاب من الاختصار، على متون الاخبار، وعدلت عن الإطالة والاكثار والاحتجاج من الظواهر، والاستدلال على فحواها ومعناها، وحذفت أسانيدها لشهرتها، وأشرت إلى رواتها وطرقها والكتب المنتزعة منها لتخرج بذلك عن حد المراسيل وتلحق بباب المسندات، وربما تداخل
(٢٤)
مفاتيح البحث: الباطل، الإبطال (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»
الفهرست