مطاولة معه، وكان الصدر يعدني ويمنينى في آخرين اسوء حالا منى، كهبة الله الاسطر لابي (1) الذى هو بكر الدنيا، ونادرة الفلك (2)، والحكيم ابى اسحاق القاسم الاهوازي (3)، طريف العالم (4) وابى القاسم بن افلح الشاعر المندر (5)، وجماعه من اهل بغداد كانوا قد اكدوا عليه حقوقهم، فظنوا كما ظننا و بعض الظن كما علمت اثم، وكان هؤلاء الافاضل الظرفاء، قد لهجوا بهذه القطعة يسترجعونها ويتناشدونها، لانها وصف حال جميعهم وهى:
ابكلتا الراحتين * كلت احد الراحتين أي عجز فوق هذا * لا اقر الله عينى يا وزير المشرقين * وعميد المغربين لم انل منك منالا * غير ما ذل وشين ولقد بعت عليكم * ضلة نقدي يدين لم تزيدوني على ان * حلتم بينى وبيني غير ان ألبستموني * آخرا خفى حنين ولما صرف انوشروان، واستوزر غيره قال فيه (6):
ان الوزارة اصبحت اوزارها * مربوطة منه بليت عرين زانته لا وحياته بل زانها * ولربما ابتليت به غير مزين قد عوقبت زمنا اشد عقوبة * باخس مصطحب وشر قرين واعاذها الجبار منه إلى ذرى * حصن على مر الزمان حصين