يشتبه عليك من الأمور فقد قال الله سبحانه وتعالى لقوم أحب ارشادهم: يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم فان تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول فالرد إلى الله الاخذ بمحكم كتابه، والرد إلى الرسول الاخذ بسنته الجامعة غير المفرقة، إلى غير ذلك من الشواهد، بل نقول: ان من المتشابهات أيضا ما يجوز ان يعلم تأويل غير المعصومين عليهم السلام أيضا من شيعتهم الكاملين ببركة متابعتهم لهم وسلوك طريقتهم والاستفادة منهم ومن روحانيتهم ومجاهدتهم في الله حق جهاده قال الله تعالى:
والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا (1) وانما خصوا عليهم السلام بعلم جميع المتشابهات وجميع الناسخ والمنسوخ وجميع الاحكام وبالجملة بعلم الكتاب كله كما يدل عليه قول الصادق عليه السلام: ما يستطيع أحد ان يدعى ان عنده جميع القرآن كله ظاهره وباطنه غير الأوصياء (2).
وفي حديث منصور بن حازم (3): فلم أجد أحدا يقال: انه يعرف ذلك كله الا عليا عليه السلام كما مر، إلى غير ذلك مما يؤدي هذا المعنى، واما علم بعض المتشابهات فيمكن ان يوجد عند غيرهم عليهم السلام أيضا ويدل على ذلك شواهد من العقل والنقل وسنذكر بعضها في فصل [من] الأصل التاسع إن شاء الله كيف لا ويبعد غاية البعد حصر أكثر فوائد القرآن على عدد قليل محصورين مع أن في الآيات والأخبار الكثيرة ما يدل على عموم فائدته بالنسبة إلى الكاملين في الايمان، وأن بالتفكر فيه والتدبر فيه والتدبر لمعانيه يهتدى إلى علوم كثيرة وروى في الكافي عن الصادق (ع) عن آبائه عليهم السلام عن النبي (ص) انه قال (4): فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن فإنه