الجنة وخبر النار، وخبر ما كان وما هو كائن، أعلم ذلك كما أنظر إلى كفي، ان الله يقول:
فيه تبيان كل شئ (1).
وباسناده الصحيح عن منصور بن حازم قال (2): قلت لا بي عبد الله عليه السلام:
قلت للناس أليس تزعمون أن رسول الله (ص) كان هو الحجة من الله على خلقه؟ - قالوا بلى، قلت: فحين مضى رسول الله (ص) من كان الحجة في خلقه؟ - فقالوا: القرآن، فنظرت في القرآن فإذا هو يخاصم به المرجئ والقدري والزنديق الذي لا يؤمن به حتى يغلب الرجال بخصومته فعرفت أن القرآن لا يكون حجة الا بقيم فما قال فيه من شئ كان حقا فقلت لهم من قيم القرآن؟ - فقالوا: ابن مسعود قد كان يعلم، وعمر يعلم، وحذيفة يعلم، قلت:
كله؟ - قالوا: لا، فلم أجد أحدا يقال: انه يعرف ذلك كله الا عليا عليه السلام، وإذا كان الشئ بين القوم فقال هذا: لا ادرى، وقال هذا: لا ادرى، وقال هذا: انا أدري، فاشهد ان عليا (ع) كان قيم القرآن وكانت طاعته مفترضة وكان الحجة على الناس بعد رسول الله (ص)، وان ما قال في القرآن فهو حق؟ - فقال: رحمك الله.
وفيه (3) في باب نص الله ورسوله على الأئمة واحدا فواحدا اخبار منبهة على هذا، وكذا في باب معرفة الامام والرد إليه، وفي باب ان الأئمة هم الهداة، وفي تفسير قوله تعالى: فاسألوا أهل أذكر، وقوله: وانه لذكر لك ولقومك، وقوله تعالى: بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم، وغيرها، وفي أول كتاب آداب المعيشة في باب دخول الصوفية على أبي عبد الله (ع) إلى غير ذلك مما لا يحصى.
وصل وليعلم ان علوم الأئمة عليهم السلام ليست اجتهادية ولا سمعية اخذوها من جهة