أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٩ - الصفحة ١٢٩
وقوله: (رفع لي عن أمتي الخطأ والنسيان، وما استكرهوا عليه).
وفي قوله تعالى: * (ربنا لا تؤاخذنآ إن نسينآ أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينآ إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنآ أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين) *.
قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى قال: قد فعلت، قد فعلت).
وقوله تعالى: * (ومن اليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) *، وهو المقام الذي يغبطه عليه الأولون والآخرون.
إلى غير ذلك من النصوص، بما يؤكد قول ابن عباس، عند البخاري: إن الكوثر: الخير الكثير.
وأن النهر في الجنة من هذا الكوثر الذي أعطيه صلى الله عليه وسلم. * (فصل لربك وانحر) *. في هذا مع ما قبله ربط بين النعم وشكرها، وبين العبادات وموجبها، فكما أعطاه الكوثر فليصل لربه سبحانه ولينحر له، كما تقدم في سورة لإيلاف قريش، في قوله تعالى: * (فليعبدوا رب هاذا البيت * الذى أطعمهم من جوع وءامنهم من خوف) *.
وهناك * (إنآ أعطيناك الكوثر) *، وهو أكثر من رحلتيهم وأمنهم، * (فصل لربك) * مقابل * (فليعبدوا رب هاذا البيت) *.
وقيل: إنه لما كان في السورة قبلها بيان حال المنافقين في السهو عن الصلاة والرياء في العمل، جاء هنا بالقدوة الحسنة * (فصل لربك) * مخلصا له في عبادتك، كما تقدم في السورة قبلها * (فمن كان يرجو لقآء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا) *.
وقوله تعالى في تعليم الأمة، في خطاب شخصه صلى الله عليه وسلم * (لئن أشركت ليحبطن عملك) *، مع عصمته صلى الله عليه وسلم من أقل من ذلك، والصلاة عامة والفريضة أحصها.
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»