أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٨ - الصفحة ٥٠٨
((سورة الغاشية)) * (هل أتاك حديث الغاشية * وجوه يومئذ خاشعة * عاملة ناصبة * تصلى نارا حامية * تسقى من عين ءانية * ليس لهم طعام إلا من ضريع * لا يسمن ولا يغنى من جوع * وجوه يومئذ ناعمة * لسعيها راضية * في جنة عالية * لا تسمع فيها لاغية * فيها عين جارية * فيها سرر مرفوعة * وأكواب موضوعة * ونمارق مصفوفة * وزرابي مبثوثة * أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت * وإلى السمآء كيف رفعت * وإلى الجبال كيف نصبت * وإلى الا رض كيف سطحت * فذكر إنمآ أنت مذكر * لست عليهم بمسيطر * إلا من تولى وكفر * فيعذبه الله العذاب الا كبر * إن إلينآ إيابهم * ثم إن علينا حسابهم) * * (هل أتاك حديث الغاشية * وجوه يومئذ خاشعة * عاملة ناصبة * تصلى نارا حامية * تسقى من عين ءانية * ليس لهم طعام إلا من ضريع * لا يسمن ولا يغنى من جوع) *. الكلام في * (هل) * هنا، كالكلام في * (هل) * التي في أول سورة الإنسان، أنها استفهامية أو أنها بمعنى قد؟
ورجح أبو السعود وغيره أنها استفهامية للفت النظر وشدة التعجب والتنويه، بشأن هذا الحديث، وهو مروي عن ابن عباس قال: رضي الله عنه: (لم يكن أتاه فأخبره به) وحديث الغاشية هو خبرها الذي يتحدث عنها.
والغاشية قال أبو حيان: أصلها في اللغة: الداهية تغشى الناس، واختلف في المراد بها هنا، فقيل: يوم القيامة.
وقيل: النار. واستدل كل قائل بنصوص. فمن الأول قوله: * (يوم يغشاهم العذاب) *.
قال الفخر الرازي. وإنما سميت القيامة بهذا الاسم، لأن ما أحاط بالشيء من جميع جهاته فهو غاش له، والقيامة كذلك من وجوه. الأول، أنها ترد على الخلق بغتة، وهو كقوله: * (أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله أو تأتيهم الساعة بغتة) *.
والثاني: أنها تغشى الناس جميعا من الأولين والآخرين.
والثالث: أنها تغشى الناس بالأهوال والشدائد.
(٥٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 503 504 505 506 507 508 509 510 511 512 513 ... » »»