أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٧ - الصفحة ٨٦
وقال تعالى: * (وأنزل من السمآء مآء فأخرجنا به أزواجا من نبات شتى) * وقال تعالى: * (فإذآ أنزلنا عليها المآء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج) * أي من كل صنف حسن من أصناف النبات.
وقال تعالى: * (وأنزلنا من السمآء مآء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم) *. ومن إطلاق الأزواج على الأصناف في القرآن قوله تعالى: * (وءاخر من شكله أزواج) *. وقوله تعالى: * (ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم) *.
وقد قدمنا طرفا من ذلك في سورة الصافات في الكلام على قوله تعالى * (احشروا الذين ظلموا وأزواجهم) *. قوله تعالى: * (وجعل لكم من الفلك والا نعام ما تركبون لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه) *. قد قدمنا الآيات الموضحة له بكثرة في سورة المؤمن، في الكلام على قوله تعالى * (الله الذى جعل لكم الا نعام لتركبوا منها) *. وضمير المفرد المذكر الغائب في قوله: * (لتستووا على ظهوره) *، وقوله: * (إذا استويتم عليه) * راجع إلى لفظ ما في قوله: * (وجعل لكم من الفلك والا نعام ما تركبون) *. قوله تعالى: * (وتقولوا سبحان الذى سخر لنا هاذا وما كنا له مقرنين) *. يعني جل وعلا أنه جعل لبني آدم ما يركبونه من الفلك التي هي السفن، ومن الأنعام ليستووا أي يرتفعوا معتدلين على ظهوره ثم يذكروا في قلوبهم نعمة ربهم عليهم بتلك المركوبات ثم يقولوا بألسنتهم مع تفهم معنى ما يقولون * (سبحان الذى سخر لنا هاذا وما كنا له مقرنين) *.
وقوله: (سبحان) قد قدمنا في أول سورة بني إسرائيل معناه، بإيضاح وأنه يدل على تنزيه الله جل وعلا أكمل التنزيه وأتمه عن كل ما لا يليق بكماله وجلاله والإشارة في قوله * (هاذا) * راجعة إلى لفظ * (ما) * من قوله: * (ما تركبون) * وجمع الظهور نظرا إلى معنى * (ما) *، لأن معناها عام شامل لكل ما تشمله صلتها ولفظها مفرد، فالجمع في الآية باعتبار معناها، والإفراد باعتبار لفظها.
(٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 ... » »»