تفسير الآلوسي - الآلوسي - ج ١٦ - الصفحة ٢
* (قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معى صبرا) * * (قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا) * زيادة * (لك) * لزيادة المكافحة على رفض الوصية وقلة التثبت والصبر لما تكرر منه الاشمئزاز والاستنكار ولم يرعو بالتذكير حتى زاد في النكير في المرة الثانية.
* (قال إن سألتك عن شىء بعدها فلا تصاحبنى قد بلغت من لدنى عذرا) * * (قال) * أي موسى عليه السلام * (إن سألتك عن شيء) * تفعله من الأعاجيب * (بعدها) * أي بعد هذه المرة أو بعد هذه المسألة * (فلا تصاحبني) * وقرأ عيسى. ويعقوب * (فلا تصحبني) * بفتح التاء من صحبه أي فلا تكن صاحبي، وعن عيسى أيضا * (فلا تصحبني) * بضم التاء وكسر الحاء من أصحبه ورواها سهل عن أبي عمرو أي فلا تصحبني إياك ولا تجعلني صاحبك؛ وقدر بعضهم المفعول الثاني علمك وليس بذاك.
وقرأ الأعرح * (فلا تصحبني) * بفتح التاء والباء وشد النون، والمراد المبالغة في النهي أي فلا تكن صاحبي البتة، وهذا يؤيد كون المراد من النهي فيما لا تأكيد فيه التحريم، والمراد به الحزم بالترك والمفارقة لا الترخيص على معنى إن سألتك بعد فأنت مرخص في ترك صحبتي * (قد بلغت من لدني عذرا) * أي وجدت عذرا من قبلي، وقال النووي: معناه قد بلغت إلى الغاية التي تعذر بسببها في فرافي حيث خالفتك مرة بعد مرة.
وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رحمة الله علينا وعلى موسى لو صبر على صاحبه لرأي العجب لكن أخذته من صاحبه ذمامة فقال ذلك، وقرأ نافع. وعاصم * (من لدني) * بتخفيف النون وهي حجة على س في منعه ذلك، والأكثرون على أنه حذف نون الوقاية وأبقى النون الأصلية المكسورة على ما هو القياس في الأسماء المضافة من أنها لا تلحقها نون الوقاية كوطني ومقامي، وقيل: إنه يحتمل أن يكون المذكور نون الوقاية والمضاف إنما هو - لد - بلا نون لغة في لدن فلا حذف أصلا؛ وتعقب بأن نون الوقاية إنما هي في المبنى على السكون لتقيه الكسر و - لد - بلا نون مضموم. ورد بأنه لا مانع من أن يقال: إنها وقته من زوال الضم؛ وأشم شعبة الضم في الدال وروي عن عاصم أنه سكنها، وقال مجاهد: سوء غلط، ولعله أراد رواية وإلا فقد ذكروا أن لد بالفتح والسكون لغة في لدن، وقرأ عيسى * (عذرا) * بضم الذال ورويت عن أبي عمرو. وعن أبي * (عذري) * بالإضافة إلى ياء المتكلم.
* (فانطلقا حتى إذآ أتيآ أهل قرية استطعمآ أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه قال لو شئت لاتخذت عليه أجرا) * * (فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية) * الجمهور على أنها إنطاكية وحكاه الثعلبي عن ابن عباس، وأخرج ابن أبي حاتم من طريق قتادة عنه أنها برقة وهي كما في " القاموس " اسم لمواضع، وفي " المواهب " أنها قرية بأرض الروم والله تعالى أعلم، وأخرج ابن أبي حاتم. وابن مردويه عن السدي أنها باجروان وهي أيضا اسم لمتعدد إلا أنه ذكر بعضهم أن المراد بها قرية بنواحي أرمينية، وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن سيرين أنها الأبلة بهمزة وباء موحدة ولا مشددة، وقيل: قرية على ساحل البحر يقال لها ناصرة وإليها تنسب النصارى قال في مجمع البيان وهو المروى عن أبي عبد الله رضي الله تعالى عنه، وقيل: قرية في الجزيرة الخضراء من أرض
(٢)
الذهاب إلى صفحة: 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»