مختصر تفسير سورة الأنفال - محمد بن عبد الوهاب - الصفحة ٨
إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم) * وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى أصحابه وهم ثلاثمائة ونيف ونظر إلى المشركين فإذا هم ألف وزيادة فاستقبل القبلة وعليه رداؤه ثم قال: اللهم أنجز لي ما وعدتني اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض أبدا ' فما زال يستغيث بربه حتى التزمه الصديق من ورائه فقال: يا رسول الله يكفيك بعض مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك فأنزل الله هذه الآية.
وقوله: * (مردفين) * أي متتابعين، وقوله: * (وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم) * وإلا فهو قادر على نصركم ولهذا قال: * (وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم) * أي له العزة ولمن آمن به حكيم فيما شرعه من القتال مع القدرة على إهلاكهم بدونه.
وقوله: * (إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام) * يذكرهم الله تعالى ما أنعم عليهم من إنزال النعاس عليهم في ذلك الموطن قال ابن مسعود النعاس في القتال أمنة من الله وفي الصلاة (ومجالس الذكر) من الشيطان ' وقد أصابهم يوم أحد أيضا.
وقوله: * (وينزل عليكم من السماء ماء) * الآية وذلك أنهم حين ساروا إلى بدر كان بينهم وبين الماء رمل فأصاب المسلمين ضعف وألقى الشيطان
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 ... » »»