مختصر تفسير سورة الأنفال - محمد بن عبد الوهاب - الصفحة ٦
وقوله: * (فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم) * قال ابن عباس: ' هذا تحريج من الله أن يتقوا ويصلحوا ذات بينهم ' وقوله: * (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم) * هو الذي يريد أن يظلم أو يهم بمعصية فيقال له: اتق الله فيجل قلبه، وقال ابن عباس: ' وجلت قلوبهم فأدوا فرائضه ' وقوله: * (وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا) * قال ابن مسعود: ' ما جالس أحد القرآن فقام سالما '، وقوله: * (وعلى ربهم يتوكلون) * ثم قال: * (الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم) * لما ذكر أعمال القلب نبه على أعمال الجوارح، وقال الضحاك في قوله: * (لهم درجات عند ربهم) *: ' أهل الجنة بعضهم فوق بعض فيرى الذي هو فوق فضله ولا يرى الذي هو أسفل أنه فضل عليه أحد '.
وقوله: * (كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون يجادلونك في الحق بعد ما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون) * روي عن أبي أيوب أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بالمدينة: ' أني أخبرت عن عير أبي سفيان أنها مقبلة فهل لكم أن نخرج قبل هذه العير لعل الله يغنمناها فقلنا: نعم فخرج وخرجنا فلما سرنا يوما أو يومين قال لنا: ما ترون في القوم فإنهم قد أخبروا بخروجكم؟ فقلنا: لا والله ما لنا طاقة بقتال العدو ثم قال: ما ترون في قتال العدو؟
(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 ... » »»