تفسير آيات من القرآن الكريم - محمد بن عبد الوهاب - الصفحة ٩٩
وقال أيضا: وقوله عز وجل: * (وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون) * إلى قوله: * (ويحسبون أنهم مهتدون) * هذه الآية ذكرها الله سبحانه بعدما رد على الكفار عبادات يتقربون بها إليه ولم يشرعها، منها أنهم إذا حجوا طافوا بالبيت عراة يقولون: الثياب التي عصينا الله فيها لا نطوف فيها، فقال الله ردا عليهم: * (وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون) *.
والفاحشة في هذا الموضع إخراج العورة للعبادة، مثل ما يفعل كثير من الناس يكشف عورته للاستنجاء وغيره ينظره، يريد بالاستنجاء في هذه الحالة التقرب إلى الله، فلما رد عليهم الباطل أخبرهم بالحق الذي شرعه فقال: * (قل أمر ربي بالقسط) * وهو العدل * (وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد) * وهو إقامة الصلاة بحقوقها * (وادعوه مخلصين له الدين) * يقول: ادعوه بهذا الشرط * (لا تدعوا مع الله أحدا) * يقول الأمور التي تعبدونني بها لم آمركم بها، والأمور التي أمرتكم بها لا تفعلونها؛ فالظلم والبغي
(٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 ... » »»