لباب النقول - السيوطي - الصفحة ٣٢
الإسلام ورغبهم فيه وحذرهم عذاب الله ونقمته فقال رافع بن حريملة ومالك ابن عوف بل نتبع يا محمد ما وجدنا عليه آبناءنا فهم كانوا أعلم وخيرا منا فأنزل الله في ذلك * (وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله) * الآية قوله تعالى * (إن الذين يكتمون) * الآية أخرج ابن جرير عن عكرمة في قوله * (إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب) * والتي في آل عمران * (إن الذين يشترون بعهد الله) * نزلتا جميعا في يهود وأخرج الثعلبي من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية في رؤساء اليهود وعلمائهم كانوا يصيبون من سفلتهم الهدايا والفضل وكانوا يرجون ان يكون النبي المبعوث منهم فلما بعث محمد صلى الله عليه وسلم من غيرهم خافوا ذهاب مأكلتهم وزوال رياستهم فعمدوا إلى صفة محمد صلى الله عليه وسلم فغيروها ثم أخرجوها إليهم وقالوا هذا نعت النبي الذي يخرج في آخر الزمان لا يشبه نعت هذا النبي فأنزل الله * (إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب) * الآية قوله تعالى * (ليس البر) * الآية (ك) قال عبد الرزاق أنبأنا معمر عن قتادة قال كانت اليهود تصلي قبل المغرب والنصارى قبل المشرق فنزلت * (ليس البر أن تولوا وجوهكم) * الآية وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية مثله وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة قال ذكر لنا أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن البر فأنزل الله هذه الآية * (ليس البر أن تولوا) * فدعا الرجل فتلاها عليه وكان قبل الفرائض إذا شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ثم مات على ذلك يرجى له ويطمع له في خير فأنزل الله * (ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب) * وكانت اليهود توجهت قبل المغرب والنصارى قبل المشرق قوله تعالى * (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص) * الآية (ك) أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال إن حيين من العرب اقتتلوا في الجاهلية
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»