5975 وقال الحسن البصري إن الله أودع علوم الكتب السابقة في القرآن ثم أودع علوم القرآن الفاتحة فمن علم تفسيرها كان كمن علم تفسير جميع الكتب المنزلة أخرجه البيهقي وبيان اشتمالها على علوم القرآن قرره الزمخشري باشتمالها على الثناء على الله تعالى بما هو أهله وعلى التعبد بالأمر والنهي وعلى الوعد والوعيد وآيات القرآن لا تخلو عن أحد هذه الأمور 5976 وقال الإمام فخر الدين المقصود من القرآن كله تقرير أمور أربعة الإلهيات والمعاد والنبوات وإثبات القضاء والقدر لله تعالى فقوله * (الحمد لله رب العالمين) * يدل على الإلهيات وقوله * (مالك يوم الدين) * يدل على المعاد وقوله * (إياك نعبد وإياك نستعين) * يدل على نفي الجبر وعلى إثبات أن الكل بقضاء الله وقدره وقوله * (اهدنا الصراط المستقيم) * إلى آخر السورة يدل على إثبات قضاء الله وعلى النبوات فلما كان المقصد الأعظم من القرآن هذه المطالب الآربعة وهذه السورة مشتملة عليها سميت أم القرآن 5977 وقال البيضاوي هي مشتملة على الحكم النظرية والأحكام العملية التي هي سلوك الطريق المستقيم والاطلاع على مراتب السعداء ومنازل الأشقياء 5978 وقال الطيبي هي مشتملة على أربعة أنواع من العلوم التي هي مناط الدين أحدها علم الأصول ومعاقده معرفة الله تعالى وصفاته وإليها الإشارة بقوله * (الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم) * ومعرفة النبوة وهي المرادة بقوله * (أنعمت عليهم) * ومعرفة المعاد وهو المومي إليه قوله * (مالك يوم الدين) * وثانيها علم الفروع وأسه العبادات وهو المراد بقوله * (إياك نعبد) * وثالثها علم ما يحصل به الكمال وهو علم الأخلاق وأجله الوصول إلى الحضرة الصمدانية والالتجاء إلى جناب الفردانية والسلوك لطريقه والاستقامة فيها وإليه الإشارة بقوله (وإياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم) ورابعها علم القصص والأخبار عن الأمم السالفة والقرون الخالية السعداء منهم والأشقياء وما يتصل بها من وعد محسنهم ووعيد مسيئهم وهو المراد بقوله
(٤٢٠)