الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج ١ - الصفحة ٢٩٧
شرح بديعيتة ما كان منه في الخطب والمواعظ ومدحه صلى الله عليه وسلم ولو في النظم فهو مقبول وغيره مردود 1477 وفي شرح بديعية ابن حجة الاقتباس ثلاثة أقسام مقبول ومباح ومردود فالأول ما كان في الخطب والمواعظ والعهود والثاني ما كان في القول والرسائل والقصص والثالث على ضربين أحدهما ما نسبه الله إلى نفسه ونعوذ بالله ممن ينقله إلى نفسه كما قيل عن أحد بني مروان أنه وقع على مطالعة فيها شكاية عماله إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم والآخر تضمين آية في معنى هزل ونعوذ بالله من ذلك كقوله (أوحى إلى عشاقه طرفه * هيهات هيهات لما توعدون) (وردفه ينطق من خلفه * لمثل ذا فليعمل العاملون) قلت وهذا التقسيم حسن جدا وبه أقول 1478 وذكر الشيخ تاج الدين بن السبكي في طبقاته في ترجمة الإمام أبي منصور عبد القاهر بن الطاهر التميمي البغدادي من كبار الشافعية وأجلائهم أن من شعره قوله (يا من عدا ثم اعتدى ثم اقترف * ثم انتهى ثم ارعوى ثم اعترف) (أبشر بقول الله في آياته * إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف) وقال استعمال مثل الأستاذ أبي منصور مثل هذا الاقتباس في شعره له فائدة فإنه جليل القدر والناس ينهون عن هذا وربما أدى بحث بعضهم إلى أنه لا يجوز وقيل إن ذلك إنما يفعله من الشعراء الذين هم في كل واد يهيمون ويثبون على الألفاظ وثبة من لا يبالي وهذا الأستاذ أبو منصور من أئمة الدين وقد فعل هذا وأسند عنه هذين البيتين الأستاذ أبو القاسم بن عساكر قلت ليس هذان البيتان من الاقتباس لتصريحه بقول الله وقد قدمنا أن ذلك خارج عنه 1479 وأما أخوه الشيخ بهاء الدين فقال في عروس الأفراح الورع اجتناب ذلك كله وأن ينزه عن مثله كلام الله ورسوله
(٢٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 292 293 294 295 296 297 298 299 301 302 303 ... » »»