ومنها أن بعض القراءات يبين ما لعله يجهل في القراءة الأخرى فقراءة * (يطهرن) * بالتشديد مبينة لمعنى قراءة التخفيف وقراءة (فامضوا إلى ذكر الله) تبين أن المراد بقراءة * (فاسعوا) * الذهاب لا المشي السريع 1107 وقال أبو عبيد في فضائل القرآن المقصد من القراءة الشاذة تفسير القراءة المشهورة وتبيين معانيها كقراءة عائشة وحفصة والصلاة الوسطى صلاة العصر وقراءة ابن مسعود (فاقطعوا أيمانهما) وقراءة جابر (فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم) قال فهذه الحروف وما شاكلها قد صارت مفسرة للقرآن وقد كان يروى مثل هذا عن التابعين في التفسير فيستحسن فكيف إذا روي عن كبار الصحابة ثم صار في نفس القراءة فهو أكثر من التفسير وأقوى فأدنى ما يستنبط من هذه الحروف معرفة صحة التأويل انتهى 1108 وقد اعتنيت في كتاب أسرار التنزيل ببيان كل قراءة أفادت معنى زائدا على القراءة المشهورة التنبيه الخامس 1109 اختلف في العمل بالقراءة الشاذة فنقل إمام الحرمين في البرهان عن ظاهر مذهب الشافعي أنه لا يجوز وتبعه أبو نصر القشيري وجزم به ابن الحاجب لأنه نقله على أنه قرآن ولم يثبت 1110 وذكر القاضيان أبو الطيب والحسين والروياني والرافعي العمل بها تنزيلا لها منزلة خبر الآحاد وصححه ابن السبكي في جمع الجوامع وشرح المختصر 1111 وقد احتج الأصحاب على قطع يمين السارق بقراءة ابن مسعود وعليه أبو حنيفة أيضا واحتج على وجوب التتابع في صوم كفارة اليمين بقراءته (متتابعات) ولم يحتج بها أصحابنا لثبوت نسخها كما سيأتي
(٢١٩)