تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٢ - الصفحة ٢٤٠
وقوله تعالى: (لو تسوى) قالت فرقة معناه: تنشق الأرض، فيحصلون فيها، ثم تتسوى هي في نفسها عليهم وبهم، وقالت فرقة: معناه لو تستوي هي معهم في أن يكونوا ترابا كالبهائم.
وقوله تعالى: (ولا يكتمون الله حديثا): معناه، عند طائفة: أن الكفار، لما يرونه من الهول وشدة المخاوف، يودون لو تسوى بهم الأرض، فلا ينالهم ذلك الخوف، ثم استأنف الكلام، فأخبر أنهم لا يكتمون الله حديثا، لنطق جوارحهم بذلك كله، حين يقول بعضهم (والله ربنا ما كنا مشركين) [الأنعام: 23] فيقول الله سبحانه: " كذبتم " ثم تنطق جوارحهم، فلا تكتم حديثا، وهذا قول ابن عباس.
وقالت طائفة: الكلام كله متصل و ودهم ألا يكتموا الله حديثا إنما هو ندم على كذبهم حين قالوا: (والله ربنا ما كنا مشركين) [الأنعام: 23] والرسول في هذه الآية الجنس، شرف بالذكر، وهو مفرد دل على الجمع.
(يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكرى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم إن الله كان غفورا غفورا (43)) وقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون...) الآية: نزلت قبل تحريم الخمر، وجمهور المفسرين على أن المراد سكر الخمر إلا الضحاك، فإنه قال: المراد سكر النوم، وهذا قول ضعيف، والمراد ب‍ " الصلاة " هنا / الصلاة المعروفة.
وقالت طائفة: الصلاة هنا المراد بها موضع الصلاة، والصلاة معا.
(٢٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة