العجاب في بيان الأسباب - ابن حجر العسقلاني - ج ١ - الصفحة ٥٤٩
أيديهم جميعا فلما نزلت * (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما) * الآية قالوا هذه موجبة فاعتزلوهم وفرقوا ما كان من خلطه فشق ذلك عليهم و شكوا للنبي صلى الله عليه وسلم فقالوا إن الغنم ليس لها راع و الطعام ليس له من يصنعه فقال قد سمع الله قولكم فإن شاء أجابكم فنزلت * (ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم) * وعن قيس عن أشعث بن سوار عن الشعبي لما نزلت * (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما) * اعتزلوا أموال اليتامى حتى نزلت * (وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح) * و هذا مرسل يعضد الأول وجاء من وجه ثالث مرسل أيضا قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة فذكر نحو الأول و قال في روايته فلم يخالطوهم في مأكل و لا مشرب و لا مال فشق ذلك على الناس فأنزل الله تعالى * (ويسألونك عن اليتامى) * الآية وأخرجه عبد بن حميد عن يونس بن محمد بن شيبان النحوي عن قتادة لكن قال في روايته كان قد نزل قبل ذلك في سورة بني إسرائيل * (ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن) * فكانوا لا يخالطوهم وجاء من وجه رابع مرسل ذكر الثعلبي من طريق العوفي بسنده عن ابن عباس قال كانت العرب في الجاهلية يعظمون شأن اليتيم و يشددون أمره حتى كانوا لا يؤاكلونهم و لا يركبون له دابة و لا يستخدمون له خادما و كانوا يتشاءمون بملابسة
(٥٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 544 545 546 547 548 549 550 551 552 553 554 ... » »»