القرآن فقال وقد روى المفسرون عن نافع قال قال لي ابن عمر اطلعت الحمراء قلت نعم و ذكر أنه لعنها فقلت سبحان الله نجم مسخر مطيع تلعنه قال ما قلت إلا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الملائكة عجبت من معاصي بني آدم في الأرض فذكر القصة ولخص بعض ما ورد في ذلك ثم قال وإنما سقت هذا الخبر لأن العلماء رووه و دونوه فخشينا ان يقع لمن يضل به و تحقيق القول فيه أنه لم يصح سنده و لكنه جائز كله في العقل لو صح النقل و لا يمتنع أن تقع المعصية من الملك و يوجد منهم خلاف ما كلفوه وتخلق فيهم الشهوات فإنه لا ينكر ذلك إلا جاهل لا يدري الجائز من المستحيل أو من شم ورد الفلاسفة القائلين بأن الملك روحاني بسيط لا تركيب فيه وشهوة الطعام و الشراب و الجماع لا تكون إلا في مركب و هذا تحكم لأنهم أخبروا عن كيفية لم يروها ولا نقلت إليهم ولا دل العقل عليها وجواز تركيب البسيط إنما هو بطريق العادة و أما ما أخبر الله به عنهم أنهم
(٣٣٥)