تفسير البحر المحيط - أبي حيان الأندلسي - ج ١ - الصفحة ١٤٠
قرأ الجمهور وبفتح الهمزة وتشديد الياء وبها قرأ الفضل الرقاشي وبكسر الهمزة وتخفيف الياء وبها قرأ عمرو بن فائد عن أبي وبإبدال الهمزة المكسورة هاء وبإبدال الهمزة المفتوحة هاء وبذلك قرأ ابن السوار الغنوي وذهاب أبي عبيدة إلى أن إيا مشتق ضعيف وكان أبو عبيدة لا يحسن النحو وإن كان إماما في اللغات وأيام العرب. وإذا قيل بالاشتقاق فاشتقاقه من لفظ أو من قوله:
فإو لذكراها إذلا ما ذكرتها فتكون من باب قوة أو من الآية فتكون عينها ياء كقوله:
لم يبق هذا الدهر من إيائه قولان وهل وزنه إفعل وأصله إ أو وأو إ أو ي أو فعيل فأصله إويو أو إويي أو فعول وأصله إووو أو اويي أو فعلى فأصله أووى أواويا أقاويل كلها ضعيفة والكلام على تصاريفها حتى صارت إيا تذكر في علم النحو وإضافة إيا الظاهر نادر نحو: وإيا الشواب أو ضرورة نحو: دعني وإيا خالد واستعماله تحذيرا معروف فيتحمل ضميرا مرفوعا يجوز أن يتبع بالرفع نحو: إياك أنت نفسك.
* (نعبد) * العبادة: التذلل قاله الجمهور أو التجريد قاله ابن السكيت وتعديه بالتشديد مغاير لتعديه بالتخفيف نحو: عبدت الرجل ذللته وعبدت الله ذللت له. وقرأ الحسن وأبو مجلز وأبو المتوكل: إياك يعبد بالياء مبنيا للمفعول وعن بعض أهل مكة نعبد بإسكان الدال. وقرأ زيد بن علي ويحيى بن وثاب و عبيد بن عمير الليثي: نعبد بكسر النون.
* (نستعين) * الاستعانة طلب العون والطلب أحد معاني استفعل وهي اثنا عشر معنى وهي: الطلب والاتحاد والتحول وإلقاء الشيء بمعنى ما صيغ منه وعده كذلك ومطاوعة افعل وموافقته وموافقة تفعل وافتعل والفعل المجرد والاغناء عنه وعن فعل مثل ذلك استطعم واستعبده واستنسر واستعظمه واستحسنه وإن لم يكن كذلك واستشلى مطاوع اشلى واستبل موافق مطاوع إبل واستكبر موافق تكبر
(١٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 ... » »»