تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ٥٥٠
سورة الفلق مختلف فيها وآيها خمس آيات بسم الله الرحمن الرحيم * (قل أعوذ برب الفلق) * ما يفلق عنه أي يفرق كالفرق فعل بمعنى مفعول وهو يعم جميع الممكنات فإنه تعالى فلق ظلمة العدم بنور الإيجاد عنها سيما ما يخرج من أصل كالعيون والأمطار والنبات والأولاد ويختص عرفا بالصبح ولذلك فسر به وتخصيصه لما فيه من تغير الحال وتبدل وحشة الليل بسرور النور ومحاكاة فاتحة يوم القيامة والإشعار بأن من قدر أن يزيل به ظلمة الليل عن هذا العالم قدر أن يزيل عن العائذ به ما يخافه ولفظ الرب هنا أوقع من سائر أسمائه تعالى لأن الإعاذة من المضار قريبة * (من شر ما خلق) * خص عالم الخلق بالاستعاذة عنه لانحصار الشرفية فإن عالم الأمر خير كله وشره اختياري لازم ومتعد كالكفر والظلم وطبيعي كإحراق النار وإهلاك السموم * (ومن شر غاسق) * ليل عظيم ظلامه من قوله * (إلى غسق الليل) * وأصله الامتلاء
(٥٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 544 545 546 547 548 549 550 551 552 553 554 » »»