تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٢ - الصفحة ٦٣
* (إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا) * كاليهود كفروا بعيسى والإنجيل بعد الإيمان بموسى والتوراة ثم ازدادوا كفرا بمحمد والقرآن أو كفروا بمحمد بعد ما آمنوا به قبل مبعثه ثم ازدادوا كفرا بالإصرار والعناد والطعن فيه والصد عن الإيمان ونقض الميثاق أو كقوم ارتدوا ولحقوا بمكة ثم ازدادوا كفرا بقولهم نتربص بمحمد ريب المنون أو نرجع إليه وننافقه بإظهاره * (لن تقبل توبتهم) * لأنهم لا يتوبون أو لا يتوبون إلا إذا أشرفوا على الهلاك فكني عن عدم توبتهم بعدم قبولها تغليظا في شأنهم وإبرازا لحالهم في صورة حال الآيسين من الرحمة أو لأن توبتهم لا تكون إلا نفاقا لارتدادهم وزيادة كفرهم ولذلك لم تدخل الفاء فيه * (وأولئك هم الضالون) * الثابتون على الضلال * (إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا) * لما كان الموت على الكفر سببا لامتناع قبول الفدية أدخل الفاء ها هنا للإشعار به وملء الشيء ما يملؤه و * (ذهبا) * نصب على التمييز وقرئ بالرفع على البدل من * (ملء) * أو الخبر لمحذوف * (ولو افتدى به) * محمول على المعنى كأنه قيل فلن يقبل من أحدهم فدية ولو افتدى بملء
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»