تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٢ - الصفحة ٢٦
* (إلا أن تتقوا منهم تقاة) * إلا أن تخافوا من جهتهم ما يجب اتقاؤه أو اتقاء والفعل معدى بمن لأنه في معنى تحذروا وتخافوا وقرأ يعقوب (تقية) منع عن موالاتهم ظاهرا وباطنا في الأوقات كلها إلا وقت المخافة فإن إظهار الموالاة حينئذ جائز كما قال عيسى عليه السلام كن وسطا وامش جانبا * (ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير) * فلا تتعرضوا لسخطه بمخالفة أحكامه وموالاة أعدائه وهو تهديد عظيم مشعر بتناهي النهي في القبح وذكر النفس ليعلم أن المحذر منه عقاب يصدر منه تعالى فلا يؤبه دونه بما يحذر من الكفرة * (قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله) * أي أنه يعلم ضمائركم من ولاية الكفار وغيرها إن تخفوها أو تبدوها * (ويعلم ما في السماوات وما في الأرض) * فيعلم سركم وعلنكم * (والله على كل شيء قدير) * فيقدر على عقوبتكم إن لم تنتهوا ما نهيتم عنه والآية بيان لقوله تعالى * (ويحذركم الله نفسه) * وكأنه قال ويحذركم نفسه لإنها متصفة بعلم ذاتي محيط بالمعلومات كلها وقدرة ذاتية تعم المقدورات بأسرها فلا تجسروا على عصيانه إذ ما من معصية إلا وهو مطلع عليها قادر على العقاب بها * (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا) * * (يوم) * منصوب بتود أي تتمنى كل نفس يوم تجد صحائف أعمالها أو
(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 ... » »»