تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ١ - الصفحة ٥٦٧
أملس نقيا من التراب * (لا يقدرون على شيء مما كسبوا) * لا ينتفعون بما فعلوا رئاء ولا يجدون له ثوابا والضمير للذي ينفق باعتبار المعنى لأن المراد به الجنس أو الجمع كما في قوله (إن الذي حانت بفلج دماؤهم هم القوم كل القوم يا أم خالد) * (والله لا يهدي القوم الكافرين) * إلى الخير والرشاد وفيه تعريض بأن الرئاء والمن والأذى على الإنفاق من صفات الكفار ولا بد للمؤمن أن يتجنب عنها. * (ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم) * وتثبيتا بعض أنفسهم على الإيمان فإن المال شقيق الروح فمن بذل ماله لوجه الله ثبت بعض نفسه ومن بذل ماله وروحه ثبتها كلها أو تصديقا للإسلام وتحقيقا للجزاء مبتدأ من أصل أنفسهم وفيه تنبيه على أن حكمة الإنفاق للمنفق تزكية النفس عن البخل وحب المال * (كمثل جنة بربوة) * أي ومثل نفقة هؤلاء في الزكاة كمثل بستان بموضع مرتفع فإن شجرة يكون أحسن منظرا وأزكى ثمرا وقرأ ابن عامر وعاصم * (بربوة) * بالفتح وقرئ بالكسر وثلاثتها لغات فيها * (أصابها وابل) * مطر عظيم القطر * (فآتت أكلها) * ثمرتها وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو بالسكون للتخفيف * (ضعفين) * مثلي ما كنت تثمر بسبب الوابل والمراد بالضعف المثل كما أريد بالزوج الواحد في قوله تعالى * (من كل زوجين اثنين) * وقيل أربعة أمثاله ونصبه على الحال أي مضاعفا * (فإن لم يصبها وابل فطل) * أي فيصيبها أو فالذي يصيبها طل أو فطل يكفيها لكرم منبتها وبرودة هوائها لارتفاع مكانها وهو المطر الصغير القطر والمعنى أن نفقات هؤلاء زاكية عند الله لا تضيع بحال وإن كانت تتفاوت باعتبار ما ينضم إليها من أحواله ويجوز أن يكون التمثيل لحالهم عند الله تعالى بالجنة على
(٥٦٧)
مفاتيح البحث: الزكاة (1)، الأكل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 562 563 564 565 566 567 568 569 570 571 572 ... » »»