تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ١ - الصفحة ٤٦٨
لدعائهم مجازيهم على أعمالهم تأكيدا له وحثا عليه ثم بين أحكام الصوم فقال * (أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم) * روي أن المسلمين كانوا إذا أمسوا حل لهم الأكل والشرب والجماع إلى أن يصلوا العشاء الآخرة أو يرقدوا ثم إن عمر رضي الله عنه باشر بعد العشاء فندم وأتى النبي صلى الله عليه وسلم واعتذر إليه فقام رجال واعترفوا بما صنعوا بعد العشاء فنزلت وليلة الصيام الليلة التي تصبح منها صائما والرفث كناية عن الجماع لأنه لا يكاد يخلو من رفث وهو الإفصاح بما يجب أن يكنى عنه وعدي بإلى لتضمنه معنى الإفضاء وإيثاره ههنا لتقبيح ما ارتكبوه ولذلك سماه خيانة وقرئ الرفوث * (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن) * استئناف يبين سبب الإحلال وهو قلة الصبر عنهن وصعوبة اجتنابهن لكثرة المخالطة وشدة الملابسة ولما كان الرجل والمرأة يعتنقان ويشتمل كل منهما على صاحبه شبه باللباس قال الجعدي (إذا ما الضجيع ثنى عطفها تثنت فكانت عليه لباسا) أو لأن كل واحد منهما يستر حال صاحبه ويمنعه من الفجور * (علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم) *
(٤٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 463 464 465 466 467 468 469 470 471 472 473 ... » »»