تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ١ - الصفحة ٣٣١
السفينة ويقرب منه العيث غير أنه يغلب فيما يدرك حسا ومن أنكر أمثال هذه المعجزات فلغاية جهله بالله وقلة تدبره في عجائب صنعه فإنه لما أمكن أن يكون من الأحجار ما يحلق الشعر وينفر عن الخل ويجذب الحديد لم يمتنع أن يخلق الله حجرا يسخره لجذب الماء من تحت الأرض أو لجذب الهواء من الجوانب ويصيره ماء بقوة التبريد ونحو ذلك. * (وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد) * يريدون به ما رزقوا في التيه من المن والسلوى وبوحدته أنه لا يختلف ولا يتبدل كقولهم طعام مائدة الأمير واحد يريدون أنه لا تتغير ألوانه وبذلك أجمعوا أو ضرب واحد لأنهما طعام أهل التلذذ وهم كانوا فلاحة فنزعوا إلى عكرهم واشتهوا ما ألفوه * (فادع لنا ربك) * سله لنا بدعائك إياه * (يخرج لنا) * يظهر ويوجد وجزمه بأنه جواب فادع فإن دعوته سبب الإجابة * (مما تنبت الأرض) * من الإسناد المجازي وإقامة القابل مقام الفاعل ومن للتبعيض * (من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها) * تفسير وبيان وقع موقع الحال وقيل بدل بإعادة الجار والبقل ما أنبتته الأرض من الخضر والمراد به أطايبه التي تؤكل والفوم الحنطة ويقال للخبز ومنه فوموا لنا وقيل الثوم وقرئ قثائها بالضم وهو لغة فيه قال أي الله أو موسى عليه السلام.
(٣٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 326 327 328 329 330 331 332 333 334 335 336 ... » »»