الطغيان وأما في الآخرة فبأن يفتح لهم وهم في النار بابا إلى الجنة فيسرعون نحوه فإذا صاروا إليه سد عليهم الباب وذلك قوله تعالى * (فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون) * وإنما استؤنف به ولم يعطف ليدل على أن الله تعالى تولى مجازاتهم ولم يحوج المؤمنين إلى أن يعارضوهم وأن استهزاءهم لا يؤبه به في مقابلة ما يفعل الله تعالى بهم ولعله لم يقل الله مستهزئ بهم ليطابق قولهم إيماء بأن الاستهزاء يحدث حالا فحالا ويتجدد حينا بعد حين وهكذا كانت نكايات الله فيهم كما قال تعالى * (أو لا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين) *. * (ويمدهم في طغيانهم يعمهون) * من مد الجيش وأمده إذا زاده وقواه ومنه مددت
(١٧٩)