عليه بحال من اعتلى الشيء وركبه وقد صرحوا به في قولهم امتطى الجهل وغوى واقتعد غارب الهوى وذلك إنما يحصل باستفراغ الفكر وإدامة النظر فيما نصب من الحجج والمواظبة على محاسبة النفس في العمل ونكر هدى للتعظيم فكأنه أريد به ضرب لا يبالغ كنهه ولا يقادر قدره ونظيره قول الهذلي (فلا وأبي الطير المربة بالضحى على خالد لقد وقعت على لحم) وأكد تعظيمه بأن الله تعالى مانحه والموفق له وقد أدغمت النون في الراء بغنة وبغير غنة. * (وأولئك هم المفلحون) * كرر فيه اسم الإشارة تنبيها على أن اتصافهم بتلك الصفات يقتضي كل واحدة من الأثرتين وإن كلا منهما كاف في تمييزهم بها عن غيرهم
(١٣٢)