تفسير القرطبي - القرطبي - ج ٧ - الصفحة ٢٥٤
ويجوز أن يكون " أو " لأحد الشيئين، كقولك: ضربت زيدا أو عمرا. وقرأ الباقون بفتحها بهمزة بعدها. جعلها واو العطف دخلت عليها ألف الاستفهام، نظيره " أو كلما عاهدوا عهدا (1) ". ومعنى (ضحى وهم يلعبون) أي وهم فيما لا يجدي عليهم، يقال لكل من كان فيما يضره ولا يجدي عليه لاعب، ذكر النحاس. وفي الصحاح. اللعب معروف، واللعب مثله. وقد لعب يلعب. وتلعب: (لعب (2)) مرة بعد أخرى. ورجل تلعابة: كثير اللعب، والتلعاب (3) (بالفتح) المصدر. وجارية لعوب.
قوله تعالى: أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون قوله تعالى: (أفأمنوا مكر الله) أي عذابه وجزاءه على مكرهم. وقيل: مكره استدراجه بالنعمة والصحة.
قوله تعالى: أو لم يهد للذين يرثون الأرض من بعد أهلها أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم ونطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون قوله تعالى: (أو لم يهد) أي يبين. (للذين يرثون الأرض) يريد كفار مكة ومن حولهم. (أصبناهم) أي أخذناهم (بذنبهم) أي بكفرهم وتكذيبهم. (ونطبع) أي ونحن نطبع، فهو مستأنف. وقيل: هو معطوف على أصبنا، نصيبهم ونطبع، فوقع الماضي موقع المستقبل.
قوله تعالى: تلك القرى نقص عليك من أنبائها ولقد جاءتهم رسلهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين (101)

(1) راجع ج 2 ص 39.
(2) زيادة عن كتب اللغة.
(3) في ب: تلعابة.
(٢٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 ... » »»