تفسير القرطبي - القرطبي - ج ٧ - الصفحة ٢١٧
هذا أي تركوا العمل به وكذبوا به. و " ما " مصدرية، أي كنسيهم. (وما كانوا بآياتنا يجحدون) عطف عليه، وجحدهم.
قوله تعالى: ولقد جئناهم بكتب فصلنه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون (52) قوله تعالى: (ولقد جئناهم بكتاب) يعني القرآن. " فصلناه " أي بيناه حتى يعرفه من تدبره وقيل: " فصلناه " أنزلناه متفرقا. (على علم) منا به، لم يقع فيه سهو ولا غلط.
(هدى ورحمة) قال الزجاج: أي هاديا وذا رحمة، فجعله حالا من الهاء التي في " فصلناه " . قال ويجوز هدى ورحمة، بمعنى هو هدى ورحمة. وقيل: يجوز هدى ورحمة بالخفض على المن كتاب. وقال الكسائي والفراء: ويجوز هدى ورحمة بالخفض على النعت لكتاب. قال الفراء: مثل " وهذا كتاب أنزلناه مبارك (1) ". (لقوم يؤمنون) خص المؤمنون لأنهم المنتفعون به.
قوله تعالى: هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل قد خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون (53) قوله تعالى: (هل ينظرون إلا تأويله) بالهمز، من آل. وأهل المدينة يخففون الهمزة. والنظر: الانتظار، أي هل ينتظرون إلا ما وعدوا به في القرآن من العقاب والحساب. وقيل: " ينظرون " من النظر إلى يوم القيامة. فالكناية في " تأويله " ترجع إلى الكتاب. وعاقبة (2) الكتاب ما وعد الله فيه من البعث والحساب. وقال مجاهد: " تأويله "

(1) راجع ص 142 من هذا الجزء.
(2) كذا في الأصول ولعله بعد قول قتادة الآتي.
(٢١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 ... » »»