تفسير العز بن عبد السلام - عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام السلمي الدمشقي الشافعي - ج ١ - الصفحة ١٧٠
الرأفة: أشد الرحمة، قال أبو عمرو بن العلا: الرأفة أكثر من الرحمة.
* (قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون (144) ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك ومآ أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين (145)) * 144 - * (تقلب وجهك) * تحول وجهك نحو السماء، أو تقلب عينيك في النظر إليها. * (ترضاها) * تختارها وتحبها، لأنها قبلة إبراهيم، أو كراهة لموافقة اليهود لما قالوا: ' يتبع قبلتنا ويخالفنا في ديننا ' * (شطر المسجد) * نحوه، والشطر في الأضداد، شطر إلى كذا أقبل نحوه، وشطر عنه أعرض عنه وبعد، رجل شاطر، لأخذه في نحو غير الاستواء. والمسجد الحرام: الكعبة، أمر بالتوجه إلى حيال الميزاب، وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما - ' البيت كله قبلة، وقبلة البيت الباب ' * (وحيث ما كنتم) * من الأرض، واجه الرسول صلى الله عليه وسلم بالأمر الأول وواجه الأمة / بالأمر الثاني، وكلاهما يعم. * (أوتوا الكتاب) * اليهود والنصارى * (ليعلمون أنه) * تحويل القبلة إلى الكعبة.
145 - * (ولئن اتبعت أهواءهم) * خوطب به والمراد أمته، أو بين حكم ذلك لو وقع وإن كان غير واقع.
* (الذين ءاتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبنآءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم
(١٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 ... » »»