تفسير العز بن عبد السلام - عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام السلمي الدمشقي الشافعي - ج ١ - الصفحة ٣٦٥
الصالحات فيوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله وأما الذين استنكفوا واستكبروا فيعذبهم عذابا أليما ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا (173) 171 - * (لا تغلوا) * لليهود أو لليهود والنصارى غلوا في المسيح، فقالت النصارى هو الرب، وقالت اليهود لغير رشدة، والغلو: مجاوزة الحد، غلا السعر: جاوز الحد في الزيادة، وغلا في الدين: أفرط في مجاوزة الحق. * (إلا الحق) * لا تقولوا المسيح إلاه ولا لغير رشدة. * (وكلمته) *، لأن الله - تعالى - كلمه حين قال له: ((كن))، أو لأنه بشارة بشر الله بها، أو لأنه يهتدي به كما يهتدي بكلام الله. * (وروح منه) * أضافه إليه تشريفا، أو لأن الناس يحيون به كما يحيون بالأرواح، أو لأن جبريل - عليه السلام - نفخ فيه الروح بإذن الله - تعالى - والنفخ في اللغة: يسمى روحا. * (ثلاثة) * أب وابن وروح القدس، أو قول من قال: آلهتنا ثلاثة.
يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا (174) فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطا مستقيما (175) 174 - * (برهان) * النبي صلى الله عليه وسلم لما معه من المعجز. * (نورا) * القرآن، لإظهاره للحق كما تظهر المرئيات بالنور.
175 - * (واعتصموا به) * بالقرآن، أو بالله تعالى. * (ويهديهم) * يعطيهم في الدنيا ما يؤديهم إلى نعيم الآخرة، أو يأخذ بهم في الآخرة إلى طريق الجنة.
(٣٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 ... » »»