تفسير العز بن عبد السلام - عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام السلمي الدمشقي الشافعي - ج ١ - الصفحة ٣٦٤
إيمانهم ببعض الأنبياء دون بعض.
157 - * (رسول الله) * في زعمه، من قول اليهود، أو هو من قول الله - تعالى - لا على جهة الحكاية. * (شبه لهم) * كانوا يعرفونه، فألقي شبهه على غيره فقتلوه، أو لم يكونوا يعرفونه بعينه، وإن كان مشهورا بينهم بالذكر فارتشى منهم مرتشي ثلاثين درهما ودلهم على غيره، أو كانوا يعرفونه فخاف الرؤساء فتنة العوام بأن الله منعهم فقتلوا غيره إيهاما أنه المسيح ليزول افتتانهم به. * (وإن الذين اختلفوا) * قبل القتل فقال بعضهم: هو إله، وقال آخرون: هو ولد وقال آخرون: ساحر. * (إلا اتباع الظن) * الشك الذي حدث فيهم بالاختلاف، أو ما لهم بحاله من علم هل كان رسولا، أو غير رسول؟ إلا اتباع الظن. * (يقينا) * وما قتلوا ظنهم يقينا كقولك: ما قتلته علما، قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - أو ما قتلوا أمره يقينا، إن الرجل هو المسيح أو غيره، أو ما قتلوه حقا.
158 - * (رفعه الله إليه) * إلى سمائه /، أو إلى موضع لا يجري فيه حكم أحد من العباد.
159 - * (إلا ليؤمنن به) * بمحمد صلى الله عليه وسلم قبل موت الكتابي، أو بالمسيح قبل موت المسيح إذا نزل من السماء، أو قبل موت الكتابي يؤمن بما نزل من الحق وبالمسيح. * (شهيدا) * على نفسه بالعبودية وتبليغ الرسالة، أو بتكذيب المكذب وتصديق المصدق من أهل عصره.
* (يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم ورح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا (171) لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعا (172) فأما الذين آمنوا وعملوا
(٣٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 ... » »»