تفسير العز بن عبد السلام - عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام السلمي الدمشقي الشافعي - ج ١ - الصفحة ٣٠٤
معروقا (5) وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن ءانستم منهم رشدا فادفعوآ إليهم أموالهم ولا تأكلوهآ إسرافا وبدارا أن يكبروا ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا قليأكل بالمعروف فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم وكفى بالله حسيبا (6)) * 5 - * (السفهاء) * النساء، أو الصبيان، أو كل مستحق للحجر، أو الأولاد المفسدين، نهى أن يقسم ماله بينهم ثم يصير عيالا عليهم، والسفه: خفة الحلم، ولذا وصف به الناقص العقل، والمفسد للمال لنقصان تدبيره، والفاسق لنقصانه عند أهل الدين. * (أموالكم) * أيها الأولياء، أو أموال السفهاء.
* (قيما) * و * (قياما) * قوام معايشكم. * (وارزقوهم) * أنفقوا من أموالكم على سفهائكم، أو لينفق الولي مال السفيه عليه. * (قولا معروفا) * وعدا جميلا، أو دعاء كقوله: ' بارك الله فيك '.
6 - * (وابتلوا اليتامى) * اختبروهم في عقولهم وتمييزهم وأديانهم.
* (النكاح) * الحلم اتفاقا. * (آنستم) * (علمتم) * (رشدا) * عقلا، أو عقلا وصلاحا في الدين، أو صلاحا في الدين والمال، أو صلاحا وعلما بما يصلح. * (إسرافا) * تجاوز المباح، فإن كان إفراطا قيل أسرف إسرافا، وإن كان تقصيرا قيل سرف يسرف. * (وبدارا) * هو أن يأكله مبادرة أن يكبر فيحول بينه وبين ماله. * (فليأكل بالمعروف) * قرضا ثم يرد بدله، أو سد جوعه وستر عورته ولا بدل عليه، أو يأكل من ثمره ويشرب من رسل ماشيته ولا يتعرض لما سوى ذلك من أمواله، أو يأخذ أجره بقدر خدمته، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم كل من مال يتيمك
(٣٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 299 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 ... » »»