تفسير العز بن عبد السلام - الإمام عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام السلمي الدمشقي الشافعي - ج ٣ - الصفحة ٢٠٢
سورة الفتح مدنية اتفاقا بسم الله الرحمن الرحيم * (إنا فتحنا لك فتحا مبينا (1) ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما (2) وينصرك الله نصرا عزيزا (3) 1 - * (فتحنا) * أعلمناك بما أنزلناه من القرآن وعرفناك من الدين يعبر عن العلم بالفتح ومنه * (مفاتح الغيب) * [الأنعام: 59] علم الغيب، أو قضينا لك بفتح مكة قضاء بينا. وعده بذلك مرجعه من الحديبية، أو قضينا في الحديبية قضاء مبينا بالهدنة. قال جابر: ما كنا نعد فتح مكة إلا يوم الحديبية، أو بيعة الرضوان قال البراء: أنتم تعدون الفتح فتح مكة ونحن نعد الفتح بيعة الرضوان يوم الحديبية، أو نحره وحلقه يومئذ، والحديبية بئر تمضمض فيها الرسول [صلى الله عليه وسلم]. وقد غارت فجاشت بالماء.
2 - * (ليغفر لك) * إكمالا للنعمة عليك، أو يصبرك على أذى قومك * (ما تقدم) * (قبل الفتح) * (وما تأخر) * بعده، أو ما تقدم النبوة وما تأخر عنها، أو ما
(٢٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 ... » »»