تفسير العز بن عبد السلام - الإمام عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام السلمي الدمشقي الشافعي - ج ٢ - الصفحة ٤٨٥
عسى ربي أن يهديني سواء السبيل ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقى حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلى من خير فقير) * 22 - * (تلقاء مدين) * عرض له أربع طرق فلم يدر أيها يسلك فقال * (عسى ربي) * الآية، أو قال ذلك بعد أخذه طريق مدين. * (سواء السبيل) * قصد الطريق إلى مدين قاله قتادة. ومدين ماء كان عليه قوم شعيب قال ' ع ' وكان بينه وبينها ثمان مراحل ولم يكن له طعام إلا ورق الشجر وخرج حافيا فما وصل إليها حتى وقع خف قدميه.
23 - * (أمة) * جماعة قال ابن عباس: الأمة أربعون. * (تذودان) * تحبسان، أو تطردان غنمهما عن الماء لضعفهما عن الزحام، أو يمنعان الغنم أن تختلط بغنم الناس، أو يذودان الناس عن غنمهما. * (ما خطبكما) * ماشأنكما. والخطب تفخيم للشيء والخطبة لأنها من الأمر المعظم * (يصدر) 6 ينصرف ومنه الصدر لأن التدبير يصدر عنه فعلتا ذلك تصونا عن مزاحمة الرجال، أو لضعفهما عن الزحام * (الرعاء) * جمع راع * (وأبونا شيخ) * قالتا ذلك ترقيقا لموسى ليعينهما أو اعتذارا من معاناتهما السقي بأنفسهما.
24 - * (فسقى لهما) * بأن زحم القوم فأخرجهم عن الماء ثم سقى لهما، أو أتى بئرا فاقتلع عنها صخرة لا يقلها إلا عشرة من أهل مدين وسقى لهما ولم يستق
(٤٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 480 481 482 483 484 485 486 487 488 489 490 ... » »»