تفسير العز بن عبد السلام - الإمام عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام السلمي الدمشقي الشافعي - ج ٢ - الصفحة ٢٥٦
* (قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا قال إنك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا قال ستجدني إن شاءالله صابرا ولا أعصى لك أمرا قال فإن اتبعتني فلا تسئلني عن شىء حتى أحدث لك منه ذكرا) * 66 - * (رشدا) * علما، أو كان في علمه غي يجتنب ورشد يؤتى فطلب منه تعليم الرشد الذي لا يعرفه ولم يطلب تعلم الغي لأنه كان يعرفه أو يعني لإرشاد الله - تعالى - لك بما علمك.
68 - * (خبرا) * لم تجد له سبيلا إذ لم تعرف له علما، علما منه أن موسى لا يصبر إذا رأى ما ينكر ظاهره فعلق موسى - عليه الصلاة والسلام - صبره بالمشيئة حذرا مما وقع منه. 69 - * (ولا أعصي) * بالبداية بالإنكار حتى تبتدىء بالإخبار، أو لا أفشي سرك ولا أدل عليك بشرا. * (فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا قال لا تؤاخدني بما نسيت ولا ترهقني من أمرى عسرا) * 71 - * (خرقها) * أخذ فأسا ومنقارا فخرقها حتى دخلها الماء أو قلع لوحين منها فضج ركبانها من الغرق * (لتغرق أهلها) * خصهم بالذكر دون نفسه لأنها شفقة الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - * (أمرا) * منكرا، أو عجبا، أو داهية عظيمة من الأمر وهو الفاسد الذي يحتاج إلى الصلاح، رجل إمر إذا كان ضعيف الرأي يحتاج أن يؤمر فيقوى رأيه.
73 - * (نسيت) * غفلت عنه، أو تركه من غير غفلة، أو كأني نسيته وإن لم ينسه، جعله من معاريض الكلام ' ع ' * (عسرا) * لا تعنفني على ترك وصيتك، أو
(٢٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 ... » »»