تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج ٢ - الصفحة ٤١١
سورة الضحى بسم الله الرحمن الرحيم تفسير سورة الضحى من [آية 1 - 3] أقسم بالنور والظلمة الصرفة القارة على حالها الذين هما أصل الوجود الإنساني وجماع الكونين على أن ربك ما تركك ترك مودع في عالم النور وحضرة القدس مع بقاء المحبة والشوق في مقام الصفات محجوبا عن الذات، فإن المودع لا بد له من محبة وشوق * (وما قلى) * أي: وما قلاك في عالم الظلمة والوقوف مع الكون بلا محبة وشوق في مقام النفس محجوبا عن الرب وصفاته وأفعاله ترك قال مبغض وذلك أن المحبوب الذي يسبق كشفه اجتهاده إذا كوشف بالتوحيد الذاتي ورفع غطاؤه ليعشق رد إلى الحجاب وسد طريقه إلى حضرة تجلي الذات ليشتد شوقه ويلطف سره وتذوب أنائيته بنار الشوق ثم فتح طريقه ورفع حجابه بالكلية وكوشف بالحق الصرف ليكون ذوقه أتم وكشفه أكمل، وكان صلى الله عليه وسلم في هذا الاحتجاب يصعد الجبال ليرى بنفسه فإذا نفذت طاقته رفع الحجاب ونزل.
تفسير سورة الضحى من [آية 4 - 11] * (وللآخرة) * أي: وللحالة الآخرة التي هي التجلي بعد الاحتجاب واشتداد الشوق * (خير لك من) * الحالة * (الأولي) * لأمنك في الحالة الثانية عن التلوين بوجود البقية وظهور الأنائية * (ولسوف يعطيك ربك) * الوجود الحقاني لهداية الخلق والدعوة إلى الحق بعد هذا الفناء الصرف * (فترضى) * به حيث ما رضيت بالوجود البشري والرضا لا يكون إلا حال الوجود.
* (ألم يجدك يتيما) * منفردا محجوبا بصفات النفس عن نور أبيك الحقيقي الذي هو روح القدس منقطعا عنه ضائعا * (فآوى) * أي: فأواك إلى جنابه ورباك في حجر تربيته وتأديبه وكفلك أباك ليعلمك ويزكيك * (ووجدك ضالا) * عن التوحيد الذاتي عند كونك في عالم أبيك محتجبا بالصفات عن الذات فهداك بنفسه إلى عين الذات * (ووجدك عائلا) * فقيرا عديما فانيا نفيه بالفقر الذي هو سواد الوجه في الدارين الذي هو الفناء
(٤١١)
مفاتيح البحث: سورة الضحى (3)، الوقوف (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 406 407 408 409 410 411 412 413 414 415 416 ... » »»