المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز - ابن عطية الأندلسي - ج ٥ - الصفحة ٥٣٨
بسم الله الرحمن الرحيم سورة الفلق هذه السورة قال ابن عباس هي مدنية وقال قتادة هي مكية قوله عز وجل سورة الفلق 1 - 5 الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد هو آحاد أمته وقال ابن عباس وابن جبير والحسن والقرظي وقتادة ومجاهد وابن زيد * (الفلق) * الصبح كقوله تعالى * (فالق الإصباح) * الأنعام 96 وقال ابن عباس أيضا وجماعة من الصحابة والتابعين وغيرهم * (الفلق) * جب في جهنم ورواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وقوله * (من شر ما خلق) * يعم كل موجود له شر وقرا عمرو بن عبيد وبعض المعتزلة القائلين بان الله لم يخلق الشر (من شر ما خلق) على النفي وهي قراءة مردودة مبنية على مذهب باطل الله خالق كل شيء واختلف الناس في (الغاسق إذا وقب) فقال ابن عباس ومجاهد والحسن (الغاسق) الليل و * (وقب) * معناه اظلم ودخل على الناس وقال الشاعر ابن قيس الرقيات (إن هذا الليل قد غسقا * واشتكيت الهم والأرقا) المديد وقال محمد بن كعب (الغاسق إذا وقب) النهار دخل في الليل وقال ابن زيد عن العرب (الغاسق) سقوط الثريا وكانت الأسقام والطاعون تهيج عنده وقال عليه السلام النجم هو الغاسق فيحتمل أن يريد الثريا وقال لعائشة وقد نظر إلى القمر (تعوذي بالله * (من شر غاسق إذا وقب) * فهذا هو) وقال القتبي وغيره هو البدر إذا دخل في ساهوره فخسف قال الزهري في (الغاسق إذا وقب) الشمس إذا غربت و * (وقب) * في كلام العرب دخل وقد قال ابن عباس في كتاب النقاش (الغاسق إذا وقب) ذكر الرجل فهذا التعوذ في هذا التأويل نحو قوله عليه السلام وهو يعلم السائل التعوذ (قل أعوذ بالله من شر سمعي وشر قلبي وشر بصري وشر لساني وشر منيي) ذكر الحديث جماعة و * (النفاثات في العقد) * السواحر ويقال إن الإشارة أولا إلى بنات لبيد بن الأعصم اليهودي كن ساحرات وهن اللواتي سحرن مع أبيهم النبي صلى الله عليه وسلم وعقدن له إحدى عشر عقدة فانزل الله تعالى إحدى عشرة آية
(٥٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 530 531 532 533 534 535 536 537 538 539 540 » »»