المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز - ابن عطية الأندلسي - ج ٥ - الصفحة ٣٤١
يعلم الله من خلق قال مكي وتعلق أهل الزيغ بهذا التأويل لأنه يعطي ان الذين خلقهم الله هم العباد من حيث قال " من " فتخرج الأعمال عن ذلك لأن المعتزلة تقول العباد يخلقون اعمالهم قال القاضي أبو محمد وتعلقهم بهذا التأويل ضعيف والكلام مع المعتزلة في مسألة خلق الأعمال ماخذه غير هذا لأن هذه الآية حجة فيها لهم ولا عليهم والذلول فعول بمعنى مفعول أي مذلول فهي كركوب وحلوب يقال ذلول بين الذل بضم الذال واختلف المفسرون في معنى المناكب فقال ابن عباس أطرافها وهي الجبال وقال الفراء ومنذر بن سعيد جوانبها وهي النواحي وقال مجاهد هي الطرف والفجاج وهذا قول جار مع اللغة لأنها تنكب يمنة ويسرة وينكب الماشي فيها في مناكب وهذه الآية تعديد نعم في تقريب التصرف للناس وفي التمتع فقي رزق الله تعالى و * (النشور) * الحياة بعد الموت قوله عز وجل سورة الملك 16 - 20 قرا عاصم وحمزة والكسائي وابن عامر (أأمنتم) بهمزتين مخففتين دون مد وقرا أبو عمرو ونافع (النشور آمنتم) بمد وهمزة وقرا ابن كثير (النشور وامنتم) ببدل الهمزة واوا لكونها بعد ضمة وهو بعد الواو وقوله تعالى * (من في السماء) * جار على عرف تلقي البشر أوامر الله تعالى ونزول القدر بحوادثه ونعمه ونقمه وآياته من تلك الجهة وعلى ذلك صار رفع الأيدي والوجوه في الدعاء إلى تلك الناحية وخسف الأرض ان تذهب سفلا و * (تمور) * معناه تذهب وتتموج كما يذهب التراب الموار وكما يذهب الدم الموار ومنه قول الأعرابي وغادرت التراب مورا والحاصب البرد وما جرى مجراه لأنه في اللغة الريح ترمي بالحصباء ومنه قول الفرزدق (مستقبلين شمال الريح ترجمهم * بحاصب كنديف القطن منشور) البسيط وقرا جمهور السبعة (فستعلمون) بالتاء وقرا الكسائي وحده (فسيعلمون) بالياء وقرا السبعة وغيرهم (نذير) بغير ياء على طريقهم في الفواصل المشبهة بالقوافي وقرا نافع في رواية ورش وحده (نذيري) بالياء على الأصل وكذلك في (نكيري) والنكير مصدر بمعنى الانكار والنذير كذلك ومنه قول حسان بن ثابت (فأنذر مثلها نصحا قريشا * من الرحمن ان قلبت نذيري) الوافر
(٣٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 336 337 338 339 340 341 342 343 344 345 346 ... » »»