المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز - ابن عطية الأندلسي - ج ٤ - الصفحة ١٥٤
مواضعها بما يقع من المسحور عبر عنهم بذلك وقالت فرقة * (تسحرون) * معناه تمنعون وحكى بعضهم ذلك لغة وقرا ابن محيصن العظيم برفع الميم و * (ملكوت) * مصدر في بناء مبالغة والإجارة المنع من الإنسان والمعنى أن الله إذا منع أحدا فلا يقدر عليه وإذا أراد أحدا فلا مانع له وكذلك في سائر قدرته وما نفذ من قضائه لا يعارض ذلك شيء ولا يحيله عن مجراه.
قوله عز وجل سورة المؤمنون الآية 9092 المعنى ليس الأمر كما يقولون من نسبتهم إلى الله تعالى ما لا يليق به * (بل أتيناهم) * وقرأ ابن أبي إسحاق بل آيتناك على الخطاب لمحمد صلى الله عليه وسلم " ولكاذبون " يراد فميا ذكروا الله تعالى به من الصاحبة والولد والشريك وفي قوله تعالى * (وما كان معه من إله) * دليل على التمانع وهذا هو الفساد الذي تضمنه قوله " ولو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا " والجزء المخترع محال أن يتعلق به قدرتان فصاعدا أو يختلف الإلهان في إرادة فمحال نفوذهما ومحال عجزهما فإذا نفذت إرادة الواحد فهو العالي والآخر ليس بإله فإذا قيل نقدرهما لا يختلفان في إرادة قيل ذلك بفرض فإذا جوزه الكفار قامت الحجة فإن ما التزم جوازه جرى ما التزم وقوعه وقوله * (إذا) * جواب لمحذوف تقديره لو كان معه إله * (إذا لذهب) * وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وحفص عن عاصم عالم بكسر الميم اتباعا للمكتوبة في قوله * (سبحان الله) * وقرا الباقون وأبو بكر عن عاصم عالم بالرفع والمعنى هو عالم قال الأخفش الجر أجود ليكون الكلام من وجه واحد قال أبو علي ووجهه الرفع إن الكلام قد انقطع.
قال الفقيه الإمام القاضي والابتداء عندي أبرع والفاء في قوله * (فتعالى) * عاطفة بالمعنى كأنه قال علم الغيب والشهادة * (فتعالى) * وهذا كما تقول زيد شجاع فعظمت منزلته ويحتمل أن يكون المعنى فأقول تعالى * (عما يشركون) * على إخبار مؤتنف و * (الغيب) * ما غاب عن الناس و * (الشهادة) * ما شهدوه.
قوله عز وجل سورة المؤمنون الآية 9398 أمر الله تعالى نبيه عليه السلام أن يدعو لنفسه بالنجاة من عذاب الظلمة إن كان قضي أن يرى ذلك
(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»